... وكن واثقا بي في أمورك كلها - كوكب القصص

إذا سئمت الحياة على كوكب الأرض فعش على كوكب القصص أياما

... وكن واثقا بي في أمورك كلها

... وكن واثقا بي في أمورك كلها

شارك المقال

رُويَ عن العالم الجليل، الشيخ الدكتور هاشم جميل العراقي أستاذ الفقه المقارن في الوطن العربي (حفظه الله) أنه أثناء فترة دراسته العليا في الأزهر الشريف، مرَّ بظروف مالية صعبة، وقرُب موعد الامتحانات، وطلب منه صاحب الشقة أن يخرج منها، فرجاه الشيخ أن يُمهله إلى حين أداء الامتحانات، فرفض المالك وأصرَّ على خروجه بعد أيام، وانقطعت عن الشيخ الحوالة المالية التي كانت ترده كل فترة من العراق. 
يقول: فأصابني همٌّ عظيم وحزن أذهلني، وخرجتُ كالهائم على وجهي أسيرُ في دروب القاهرة حتى أذَّن المغرب، فدخلتُ إلى أحد المساجد القديمة لأصلي، وبعد أداء الصلاة قرأتُ هذه الأبيات مكتوبة على المحراب: 
تَذَكَّر جَمِيْلِي مُذ خلقتُكَ نُطْفَةً ...... وَلا تَنْسَ تَصْوِيرِي لشَخْصِكَ في الْحَشا
وَكُنْ وَاثِقاً بِي في أُمُورِكَ كُلِّها .......  سأَكْـفِيكَ مِنْهَا ما يُخافُ ويُخْتَشَى
وَسَلِّمْ لي الأمْرَ واعْلَمْ بأنني ......... أُصَرِّفُ أحْكَامِي وأَفْعَلُ مَا أشا.
يقول الشيخ هاشم جميل: فتأثرتُ بالأبيات وانشرحَ صدري، وزال الهمُّ عن قلبي، ورجعتُ إلى الشقة وأنا مرتاح البال! 
وبعد دقائق دقَّ باب الشقة، فخرجتُ، فإذا بصاحب الشقة يقول لي: على راحتك؛ أكمل امتحاناتك ثم اخرج بعدها من الشقة!  
فشكرتُه على ذلك.
ثمَّ بعد ذلك بساعة تقريباً اتصل بي أحدُهم يقول لي: لك حوالة مالية وردتنا قبل قليل من العراق.
يقول: فدهشتُ!
وفي اليوم التالي قصدتُ المسجدَ الذي صليتُ فيه لأسأل مَن قائل الأبيات؟ فلم أجدها في المحراب!
سألتُ الإمام والمؤذن والخادم عنها؛ كلهم قالوا لي: هل أنت مجنون؟! هذا المحراب منذ (ثلاثين ) سنة لم يتغير ولا يوجد فيه هكذا أبيات!
فسبحان مقلب القلوب والأبصار، ومحول الأحوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق