باب الزنزانة - كوكب القصص

إذا سئمت الحياة على كوكب الأرض فعش على كوكب القصص أياما

 باب الزنزانة

باب الزنزانة

شارك المقال


#قصة_وعبرة 
يروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة .
يقال إن أحد السجناء في عصره كان مسجونا في جناح قلعه وقد حكم عليه بالإعدام، فلما لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده،  فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له :
"أعطيك فرصه إن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو. هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم ت
تمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام".
غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسله وبدأت المحاولات وبدا يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عدة غرف وزوايا ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطاة بسجاده باليه على الأرض وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه درج آخر يصعد مره أخرى وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لايكاد يراها .
 عاد السجين على أدراجه حزينا منهكا و لكنه واثق إن الإمبراطور لا يخدعه وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه إذا به يجد سردابا ضيقا لايكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها .
عاد يختبر كل حجر وبقعه في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت بلا سدى والليل يمضى.
استمر السجين يحاول ويفتش وفي كل مره يكتشف أملا جديدا. فمره ينتهي إلى نافذة حديدية ومره إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة
وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومرة من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل وأخيرا انقضت ليله السجين كلها ولاحت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له : أراك لازلت هنا .
قال السجين: كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور!
 قال له الإمبراطور : لقد كنت صادقا!
 سأله السجين: لم أترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها فأين المخرج الذي قلت لي؟
قال له الإمبراطور: لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق!!!
العبرة: الإنسان دائما يضع لنفسه صعوبات وعواقب ولا يلتفت إلى ما هو بسيط في حياته. 
حياتنا قد تكون بسيطة بالتفكير البسيط لها، وتكون صعبة عندما يستصعبها الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق