الخليفة المنصور وسارق الدنانير - كوكب القصص

إذا سئمت الحياة على كوكب الأرض فعش على كوكب القصص أياما

الخليفة المنصور وسارق الدنانير

الخليفة المنصور وسارق الدنانير

شارك المقال

كان الخليفة المنصور جالسا يتطلع من النافذة إلى خارج قصره، فرأى رجلا  مهموما حزينا يجول في الطرقات فأرسل من أتاه به فلما حضر سأله عن حاله، فأخبره الرجل أنه خرج في تجارة واكتسب مالا وأنه رجع بالمال إلى منزله فدفعه إلى أهله  ثم ذكرت امرأته أن المال سرق من بيتها ولم يروا نقبا ولا تسلقا.
 فقال له المنصور: منذ كم تزوجتها؟ قال: منذ سنة.
 قال: أفبكرا تزوجتها أم ثيبا؟ قال: ثيبا.
قال: فلها ولد من سواك؟ قال: لا.
 قال: فشبابة هي أم مسنة؟ قال: شابة.
 فدعا له المنصور بقارورة طِيب كان يتخذه له حاد الرائحة غريب النوع فدفعها إليه وقال له: تطيب من هذا الطيب فإنه يذهب همك.
 فلما خرج الرجل من عند المنصور قال المنصور لأربعة من ثقاته: ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحدٌ منكم فمن مر بكم فشممتم منه رائحة هذا الطيب ـ وأشمهم منه ـ فليأتني به .
وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته وقال لها: وهبه لي أمير المؤمنين فلما شمته بعثت إلى رجل كانت تحبه وقد كانت دفعت المال إليه، فقالت له تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي!.
 فتطيب منه الرجل ومر مجتازا ببعض أبواب المدينة فشمّ الموكّل بالباب رائحة الطيب منه فأخذه، فأتى به المنصور فقال له المنصور: من أين استفدت هذا الطيب، فإن رائحته غريبة معجبة؟!
 قال: اشتريته.
 قال: أخبرنا ممن اشتريته.
 فتلجلج الرجل وخلط كلامه.
 فدعا المنصور صاحب شرطته فقال له: خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخله يذهب حيث شاء وان امتنع فاضربه ألف سوط من غير أن تستشيرني.
 فلما خرج من عنده دعا صاحب شرطته فقال: هوّل عليه وجرّده ولا تقدمن بضربه حتى تسألني.
 فخرج صاحب شرطته فلما جرده وسجنه، أذعن بردّ الدنانير وأحضرها بهيئتها. فأعلم صاحب الشرطة المنصور بذلك فدعا صاحب الدنانير، فقال له: أرأيت إن رددت عليك الدنانير بهيئتها أتحكمني في امرأتك؟ قال: نعم.
 قال: فهذه دنانيرك وقد طلقت المرأةَ عليك.
ثم قص عليه الحكاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق